26‏/02‏/2012

العلم .. والثقافة


أ.د. ابراهيم خليل العلاف*


 منذ سنوات ظهرت بعض الأفكار التي ميزت بين العلم والثقافة، فهناك من يقول إن" الثقافة" ليست "علما "وإنما هي اكبر من العلم .. وأن من واجبات الثقافة توسيع مدارك الإنسان، ومساعدته في أن يكون له موقف من الحياة والمجتمع. والفلسفة ،هي أس الثقافة؛ فالذي يقرأ الفلسفة ويتعامل معها يرى" الغابة" كلها، في حين أن الذي لا يقرأ الفلسفة لا يرى إلا "الشجرة" الواحدة؛ ومعنى هذا أن أفقه يظل محدودا ونظرته إلى الحياة تظل قاصرة 
المهم أن الجدل مايزال قائما، حتى أن هناك من تحدث عن علوم إنسانية وعلوم صرف.. واندفع البعض أكثر من ذلك ليقول إن العلوم الإنسانية كالتاريخ والاقتصاد وعلم الاجتماع ليست من العلوم بالمعنى الدقيق.. ما يهمنا التأكيد عليه أن المجتمع لايتقدم إلا بالعلم والثقافة، فالعلم مهم وضروري لبناء المجتمع؛ والثقافة مهمة وضرورية للغرض ذاته، فضلا عن أن الثقافة تهذب سلوك الإنسان وتصقل تفكيره وتزوده بخبرات جديدة وتساعده على التصرف اللطيف غير الضار لغيره من بني البشر.
والطريف أن نشير هنا إلى ان الكاتب الايرلندي الساخر برنادشو كان من أكثر الذين اهتموا بموضوع الفرق بين العلم والثقافة حتى انه أجاب عن سؤال يتعلق بمن هو المثقف قائلا: "المثقف هو الذي يعرف شيئا ما، عن كل شيء، وكل شيء عن شيء ما" وهو في هذا ينطلق من مقته لأولئك الذين كانوا في زمانه يسرفون في التخصص الدقيق ودون أن تكون لهم وجهة نظر أو رؤية متميزة لما يدور حولهم، فهم يتجهون إلى معرفة أكثر فأكثر عن اقل واقل، إلى أن يعرفوا كل شي عن لاشيء.
ونحن نقول إن العصر الذي نعيش فيه اليوم هو عصر العلم والثقافة.. انه عصر المعلوماتية عصر الحاسوب، والانترنت، والفيسبوك، والتويتر، والستلايت، والموبايل، ....والعالم - بكل تلك الوسائل - صار كما يقولون قرية كونية صغيرة؛ والإنسان اليوم بات على معرفة دقيقة بكل ما يجري حوله، سواء في مدينته أو وطنه أو في العالم، فخلال لحظات يصل الإنسان من خلال أجهزة الاتصال إلى مواقع الأحداث، وهذا يتطلب منه أن يغير عقله لكي يستوعب كل هذه الأمور وان لايبقى جامدا، وأن لايفكر بعقلية جامدة، الدنيا تغيرت وهو لوحده لايمتلك الحقيقة، وهناك أمر آخر يجب أن يفهمه ويجب أن يتعامل معه.
والإسلام دفع الإنسان للعلم، وفوق كل ذي علم عليم، وللأسف فإننا مازلنا نرى البعض وهو عندما يتحدث أو يكتب يصور نفسه وكأنه وحده يعرف الأمور والحقائق! في حين أن الحقائق نسبية، وللعملة وجهان، وما تراه أنت صحيحا يراه غيرك غير صحيح، ورحم الله الشافعي ورضي عنه عندما قال؛ رأيك صواب إلى ان يثبت خطؤه، ورأيي خطأ إلى أن يثبت صوابه؛ وهذا (فولتير) يقول إنني أخالفك بالرأي لكني مستعد أن أموت لأجعلك تعبر عن رأيك!!.
الثقافة لم تعد مجرد اصطلاح ومفهوم؛ ولم تعد مجرد معرفة للمعلومات، وإنما هي سلوك وذوق، فالإنسان المثقف هو الإنسان ذو السلوك القويم، والعلم أداة ومنهج لفهم الحياة والكون وأسرارهما.
وعلينا ان نتسلح ..بالعلم والثقافة إذا ما أردنا أن نكون وطنيين، وان نبدأ بأسس قوية لإعادة بناء وطننا واسترداد سيادته، وإذا ما أردنا أن نكون فاعلين منتجين، إذ بدون (العلم) و(الثقافة) مجتمعين لا يمكن لأي مجتمع أن ينهض ويعيد بناءه، فلنكن متشبثين بالرؤية العلمية  الموضوعية، والأفق الثقافي الواسع  لنستحق الحياة.
 والله سبحانه وتعالى جعل العلماء  ومن هم في مرتبتهم من الذين يعلمون ويفقهون وينظرون ويدركون  ويعقلون في مرتبة متقدمة، ان أولئك هم حقا  ورثة الأنبياء أليس كذلك؟!r
* أستاذ التاريخ الحديث -جامعة الموصل        

بناء الذات بصورة استراتيجية


إسماعيل رفندي


 يقول داني كاي: (الحياة لوحة زيتية ضخمة وعظيمه ويجب عليك ان تضع فيها كل ماتستطيعه من تفاصيل والوان وخطوط و ظلال ...).
نعم هكذا الحياة تحتاج بصورة مستمرة إلى الرعاية الجادة والمتابعة الدقيقة وملاحظة التفاصيل لتأتي حسب رغباتك وتصوراتك، لان ما تتعلمه وتفهمه وتقتنع به يأتي من اهتماماتك وأحاسيسك الحقيقية في ذاتك كما قال فرانك روبنون: (تفوقك ونجاحك وكبريائك كلها تأتي من شخص واحد وهو انت)، لذا لابد من رسم الخرائط الذاتية للتنمية والتطوير الذاتي وفق خطوات

24‏/02‏/2012

مؤتمر الدفاع عن القران في السليمانية جوابا على كل شبهة وطعن واتهام من لدن الجهلة والملحدين للطعن في كتاب الله

إعداد: شيخ فائق نامق
عقد (مركز الزهاوي للدراسات الفكرية) بالتعاون مع (المعهد العالمي للفكر الإسلامي) مؤتمره العلمي الأول بعنوان (الدفاع عن القرآن) يومي 26-27/محرم /1433هـ، 22-23/ 12/ 2011م. في فندق (مةم و زين) في مدينة السليمانية، بمشاركة نخبة من العلماء والمفكرين والكتاب من داخل وخارج كردستان.
استمرت أعمال المؤتمر يومين متتاليين، شارك فيه حوالي مائتي شخصية من الأساتذة والمتخصصين والعلماء والمثقفين والدعاة والمفكرين والإعلاميين، وفدوا على المؤتمر من داخل وخارج السليمانية، من محافظات؛ أربيل، ودهوك، والموصل، وبغداد، وكركوك، وكذلك من صنعاء

انتشار عمليات التجميل بين مقتضيات الموضة وضرورات الظروف

تحقيق : لقاء هادي الصوفي



انتشرت في الأعوام الأخيرة في العراق عمليات التجميل بشكل واسع لاسباب عديدة؛ منها ما يتعلق بالتماشي مع الموجة التي تجتاح المنطقة والعالم حيث أصبحت هذه 
العمليات تجارة رابحة تدر مليارات الدولارات،  والمعروف أن عمليات التجميل بدأت في العراق في الستينات في بغداد؛ وتطورت هذه العمليات في السبعينات على يد نخبة من الأطباء العراقيين البارزين والمميزين الذين أعطوا لهذه المهنة بهرجها ونظارتها وبريقها، والذين عملوا بجد لكي تكون هذه الجراحة فرعا مهما من الجراحة العامة.
ونظرا لأهمية هذا الموضوع وانتشاره الواسع في العراق وإقبال الكثير من الشباب والشابات على هذه العمليات بسبب تقدم الطب بكل فروعه وهذا الفن خصوصا، أو لأنها أصبحت موضة بين الشباب والشابات اقتداء بالفنانين والفنانات الذين غزوا بيوتنا عبر شاشات التلفاز، حيث أصبحنا نرى الفنانات كأنهن شكل لامرأة واحدة من حيث رسم الخدود والشفاه وبعض الملامح الأخرى، لما يبدو عليهن من قسمات وجه واحدة، بل وصل الأمر بهم أنهم أصبحوا يتنافسون ويتسابقون لتقليد هؤلاء.
 ولهذا السبب ارتأت مجلة الحوار أن تجري تحقيقا حول هذا الموضوع، حاورت فيه مختصين، وعلماء دين، حول هذه العمليات لمعرفة حكم الشرعية.
 البداية كانت مع الدكتور احمد حسين  صالح-استشاري جراحة التجميل بالليزر، الذي قال:
الحوار-انتم تجرون عمليات تجميل كثيرة باستخدام الليزر برأيك ما هي غاية الشباب من إجراء هذه العمليات؟.
-أصبحنا في ثقافة عصر الصورة، والكل يريد ويبحث عن الصورة في عين الآخر، وعن الرضى عن النفس، فالفتيات والشباب يجرون هذه العمليات اقتداء بالموضة؛ وهم أيضا يريدون أن يبدون اصغر سنا، لذا أرى انه لا حرج بهذه العمليات.
الحوار-ماهي أسباب العمليات التي تجرونها؟.
-هناك أسباب عديدة تقف وراء عمليات التجميل؛ من أهمها الاشخاص المصابين في العمليات الإرهابية بسبب المفخخات، وعمليات التشوه الخلقية، فغالبية مرضاي العام الماضي كانوا ضحايا التشوهات الناجمة عن التفجيرات، لكن الزبائن تغيروا وأصبح اهتمامهم منصبا على عمليات تجميل تمنحهم ثقة أكبر بأنفسهم .
وأكثر العمليات إقبالا عدا ذلك هي عمليات تصغير الأنف، وتكبير الصدر والثدي، وشد البطن، وشفط الدهون، ينتابني شعور عندما اذهب صباحا إلى العمل واستقبل نوعين من المرضى النوع الأول المرغمة على إجراء هذه العمليات لإزالة التشوهات التي حصلت نتيجة التفجيرات، والنوع الثاني هو الساعين إلى إشباع رغباتهم في إجراء عملية تجميلية لأشكالهم وهؤلاء ليسوا بحاجة الى جراحة إنما إلى طبيب نفسي لكي يتمكنوا من كسب ثقتهم بأنفسهم وتقبل هيئتهم كماهية.
البعد النفسي والاجتماعي للعمليات
حديث الدكتور احمد حسين جعلني اشعر أن للموضوع أبعادا نفسية واجتماعية، ولمعرفة التحليل الاجتماعي والنفسي للظاهرة التقيت عبر الانترنت بالأخصائية الاجتماعية سعاد عمر وكان لي معها هذا الحوار.
الحوار- كيف تفسرين ظاهرة التصاعد المتزايد لعمليات التجميل بشكل عام وخصوصا بين النساء بشكل خاص؟.
- بالفعل قد انتشرت مؤخرا ظاهرة عمليات التجميل وخاصة بين النساء؛ وأنا اعتقد أن الأسباب الرئيسية لانتشار هذه الظاهرة الخطيرة هي؛ قلة الثقة بالنفس، والفراغ الروحي الذي يعانيه شبابنا وشاباتنا في ظل الظروف الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، بالإضافة إلى عامل مهم جدا وقد ساعد على تصاعد وازدياد عدد المقبلين على عمليات التجميل وهو هوس التقليد!! فكما تعلمين أهمية الإعلام والتلفزيون وتأثيره على أفكار ونفوس الناس وللأسف عن طريق برامجه وما يعرضه من فنانين ومشاهير وتركيزه على أهميه الجمال وتصوير الجسد كسلعة؛ والاخطر عرض طرق وأساليب التجميل وتسهيلها وتبسيطها وتوفيرها بمتناول جميع شرائح المجتمع.
الحوار- بعض الأشخاص يجرون عمليات تجميل متتالية، وتذكر بعض التقارير أن بعضا منهم لايشعر بالرضا عن النتيجة؛ وسرعان ما يعاود إلى إجراء عملية ثانية، هل يمكن تصنيف هذه الظاهرة في إطار الحالة المرضية؟ وما هو العلاج لها؟.
-أما عن الأشخاص الذين تتكرر محاولاتهم أنا كأخصائية لا يمكنني الجزم بان التكرار وعدم الرضا هي حالة مرضية، لكن يمكن تفسيرها بان اغلب عمليات التجميل لاتكون على هوى المريض، أو على مستوى توقعاته! فيؤدي ذلك إلى إحباطه وبالتالي محاولته إصلاح ما افسده، لكن للأسف هناك بعض الأشخاص إما عن غير رضا؛ أو لشعورهم برغبة بالمزيد من التجميل يعني طمع بالتغيير إلى الأجمل بعد أن كسر حاجز الخوف وأجراها المرة الأولى، فقد يكررها مرات عديدة طمعا منه للحصول على شكل أكثر جمالا ومثاليه متحملا آلام ومخاطر هذه العمليات، وهنا تكمن الخطورة حيث يصبح لدى المريض هوس شبيه بالإدمان أو القلق حيال شكله والرغبة المستمرة بالتحسين.
الحوار- ما هي المسؤولية الأخلاقية التي تقع على عاتق القائمين على هذه العمليات في ظل الربح الفاحش الذي حول عمليات التجميل إلى تجارة تدر الملايين؟.
- للأسف أن كثير من الأطباء والتجميليين هم تجار؛ ان واجبهم أن لا يقوموا بمثل هذه العمليات الخطرة والتي من المتعارف أنها لن تنتهي عند حد معين، عليهم نصح المرضى المتوجهين لهم وبكل أمانة وتوضيح سلبيات ومخاطر هذه العمليات وعدم تشجيعها، أنا شخصيا لست ضد عمليات التجميل ولكن هناك ضرورات لها وحاجات، أما بقصد التغير والتشبه بفلان وتجميل لا محل له ولا ضرورة فاعتقد قبول الإنسان لشكله الطبيعي أفضل بكثير من الاستمرار بهذه الدوامة التي لا تنتهي بها الا بأمراض وآلام وعواقب نفسية مثل القلق المستمر وعدم الرضا والهوس وغيرها.
الحوار- ما هو الدور الذي تقترحي أن تقوم به وسائل الإعلام لتوعية المجتمع بالجوانب الايجابية والسلبية لعمليات التجميل؟.
- ذكرت أن وسائل الإعلام قد ساهمت بشكل كبير في الترويج لهذه العمليات وانتشارها وتعزيز فكرة الجمال والتغيير وملاحقة الصرعات والموضة وغيرها؛ ما ادى الى ضحايا كثر لهذه العمليات!! الواجب أن يكون إعلامنا واعيا بمخاطر هذه السلع وهذه الظاهرة، والتنبيه لها والقيام بتوعية المشاهدين لمخاطر هذه العمليات وسلبياتها وآثارها على عقول وأجساد وأفكار الناس وحتى على دخلهم، فهذه العمليات يصرف عليها أرقام فلكية من النقود والتي يمكن استثمارها واستهلاكها بطرق أخرى أكثر فائدة، يحب تسليط الضوء على خطورة انتشار هذه العمليات والتي كانت قديما من الكماليات في الحياة، إنها حرب ثقافيه خطرة لايجب التهاون بها وتسميم عقولنا بالتقليد والهوس بالتغيير والتجميل، ماهو إلا شكل من أشكال الاستعمار والتراجع الفكري، وهنا وظيفة إعلامنا، الموضوع كبير جدا ومهم حاولت قدر الإمكان تلخيصه والتركيز على أهم النقاط.
موقف الشريعة الإسلامية
واضح أننا كلمنا توغلنا في ثنايا الموضوع يتشعب بنا أكثر، فإذا كان لعلم النفس والاجتماع رأيه الخاص، فإن للأديان السماوية التي تحكم حياة غالبية البشر موقفها كذلك، فالاديان السماوية التي يدين بها اكثر البشر (المسيحية، واليهودية، والاسلام) تحفظت على تغيير خلق الله، وللشريعة الاسلامية موقفها المميز، حيث أنها منهج حياة، ولديها أرث تأصيلي غزير  جدا، ولذلك كان موقف الإسلام من الأمر مميزا، ومفصلا، وللتعرف على هذا الموقف التقيت في اربيل بالشيخ الدكتور (محمود محمد علي) مساعد عميد معهد العلوم الإسلامية وكان لي معه هذا الحوار الشيق المفصل:
الحوار-هل يمكن أن نعرف حكم الشرع في عمليات التجميل بشكل عام التي تتعلق بتغيير شكل وهيئة بعض أعضاء الجسم؟.
-يقصد بعمليات التجميل: مجموعة العمليات التي تتعلق بالشكل والتي يكون الغرض منها المبالغة والإفراط في تحسين المظهر دون وجود دوافع ضرورية أو علاج عيوب طبيعية أو مكتسبة شوهت الخلقة في ظاهر الجسم البشري تؤثر في القيمة الشخصية أو الاجتماعية للفرد.
مثال العيوب الطبيعية: التصاق أصابع اليدين والرجلين والشفة المفلوجة وغيرها. ومثال العيوب المكتسبة: العيوب التي تنشأ من الحوادث والحروق.
ومن هذا التعريف ندرك أن عمليات التجميل تنقسم إلى قسمين:
عمليات ضرورية، وعمليات اختيارية.
أما فيما يتعلق بالسؤال فأقول: إن الله تعالى خلق الإنسان في أحسن تقويم، وصوره في أحسن صورة وأفضل هيئة، وأودع فيه غريزة حب التزين والتجميل، ودعا إليها عن طريق رسله وأنبيائه فقال{يابني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد}و{قل من حرّم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق}.
ففكرة الجمال في الإسلام معتبرة إذا لم تؤدي إلى مفسدة، والإسلام شرع التزين والتجميل للرجال والنساء جميعا، فالجمال أمر فطري والإسلام لا يعارض الفطرة السليمة ولا يشرّع لها ولكن يوجهها حتى لا تنحرف عن مسارها التي خلقها الله عليها.
وهذا الأمر الفطري مركوز في الإنسان عموما والنساء خصوصا، لذلك الشريعة الإسلامية وسعت من دائرة الجمال والتزين للنساء أكثر مما وسعته للرجال فأباح لهن لبس الحرير والتحلي بالذهب، وإذا كانت الزينة بالنسبة للرجال من التحسينيات والكماليات في نظر الشرع؛ فإنها بالنسبة للنساء من الحاجيات، من اجل إشباع داع الغريزة التي غرزت في كيان المرأة أولا و من اجل الحفاظ على عش الزوجية ثانيا.
لكن الإسلام لم يطلق العنان لتلك الغرائز والرغبات، بل دعا إلى ضبطها بمقتضى الهدي الرباني، فحدد للزينة حدودا، وحرم منها أشياء، منعا للمفسدة ودرءا لتشويه الفطرة.
فقد حرم الإسلام بعض أشكال الزينة؛ كالوشم والوشر والنمص وغير ذلك  لما فيها من الخروج عن الفطرة والتغيير لخلق الله والتدليس وغير ذلك.
وليست المحرمات في مجال الزينة مقتصرة على هذه الأشكال وإنما نص الشارع عليها لينبه على نظائرها، باستخراج عللها ثم قياس الأمور المشابهة عليها.
ويمكن هنا أن نشير إلى الضوابط والقواعد العامة التي تحكم عمليات التجميل في الشريعة الإسلامية.
1-الجراحة تعذيب وإيلام للإنسان الحي، فلا تجوز إلا لحاجة أو ضرورة.
2-ان لا توجد وسيلة اخرى تقوم مقام العملية في سد الحاجة أو دفع الضرورة.
3-أن يغلب على ظن الطبيب نجاح العملية، فلا يجوز له اتخاذ جسم الإنسان محلا لتجاربه.
4-أن لا يكون فيها تغيير للخلقة الأصلية المعهودة، فلا يجوز تغيير هيئة عضو بالتكبير أو التصغير إذا كان في حدود الخلقة الأصلية.
5-أن لا يكون فيها تدليس وخداع، فلا يجوز للمرأة العجوز إجراء عملية جراحية بقصد إظهار صغر السن.
6-أن لا يترتب عليها ضرر أكبر كتلاف عضو.
7-أن لا يكون بقصد تشبه أحد الجنسين بالآخر (الذكر والأنثى).
8-أن لا تكون بقصد التشبه بالكفار وأهل الشر والفجور.
الحوار-هناك أشخاص يولدون بعيوب خلقية تجعل من أشكالهم غير مقبولة اجتماعيا، التدخل الجراحي يوفر لهم درجة من التغيير تجعلهم مقبولين اجتماعيا هل تصح مثل هذه العمليات بموجب هذا الضابط؟.
-سبق أن قلنا أن هناك عيوبا طبيعية أو خلقية لا يد للإنسان في وجودها، فمثلا يولد الإنسان بعضو زائد؛ أو بجزء من عضو زائد عن أعضائه الأصلية  كأصبع سادسة في اليد الواحدة، ومثلها أن يولد وله انف كبير، أو أذن طويلة آو غير ذلك، فهل يجوز إجراء عملية جراحية لتعود الخلقة الى شكلها الأصلي المعهود؟ هنا اختلف الفقهاء على قولين:
الأول-لا يجوز ذلك،لأنه داخل في النهي، لما فيه من تغيير لخلق الله تعالى، وبه قال احمد، وفي قول إلا ما تضرر به ويؤلمه فيجوز إزالته.
القول الثاني: يجوز ذلك، لنفي عيب ونقص، لأنه يعيد الجمال ويزيل النقص، والراجح ما قاله الجمهور: أما ما استدل به القول الأول من ان ذلك تغيير لخلق الله فمردود بان الأصبع الزائد والأنف الطويلة أو الكبيرة وأشباهها ليست من الخلقة الطبيعية المعهودة، فإجراء العملية وسيلة لإعادة الشكل إلى خلقته الأصلية التي خلق معظم البشر عليها.
الحوار-بسبب تعرض العراق للعمال الإرهابية برزت حالات تشوه عديدة ناتجة عن التفجيرات، فهل يصح التجميل في هذه الحالات؟.
-عمليات التجميل للتشوهات الناتجة عن الحروق والحوادث جائزة في ضوء القواعد التي تقدمت، ولا يعد ذلك تغييرا لخلق الله بل إعادة خلق الله إلى جماله وحسنه الطبيعي، وإنقاذا للشخص المشوه من الانعزال والعقدة النفسية، ومساعدته في الانخراط مرة أخرى في المجتمع لإدامة حياته بشكل طبيعي، وقد اتفق الفقهاء على جواز تركيب أعضاء معدنية بدلا من الأعضاء المبتورة واستدلوا بالحديث النبوي الذي رواه أبو داود والترمذي وغيره، عن عبد الرحمن بن طرفة أن جده عرجفة بن سعد قطع انفه يوم الكلاب، فاتخذ أنفا من ورق فانتن عليه، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم فاتخذ أنفا من ذهب.
الحوار-هناك عمليات تجميل ليس فيها تغيير لخلق الله، مثل شفط الدهون من البطن والأرداف أو تصحيح الأنف، وحقن مواد كيمائية خاصة تزيل التجاعيد...الخ ما حكم هذه الحالة؟.
-هذا السؤال ذو شقين:
الشق الاول: يتعلق بإزالة الشحوم والدهون من المواضع التي تجتمع فيها.
الشق الثاني: إزالة التجاعيد بشدها أو عن طريق مواد كيميائية.
بالنسبة للشق الأول فنقول: عملية سحب الدهون المتراكمة نتيجة السمنة في مناطق معينة حيث يتم إدخال أنبوب امتصاص تحت الجلد، وتسحب كمية كبيرة من الدهن، هذه العملية لم يتعرض لها الفقهاء القدامى لأنها لم تكن موجودة في عصرهم.
وإنما ذكروا الأطعمة والأدوية التي تتناولها النساء من اجل التنحيف والتخلص من السمنة، فقد جاء في فتاوي قاضي خان (يجوز الحقنة للتداوي للمرأة وغيرها وكذا الحقنة لأجل الهزال، لأن الهزال إذا فحش يؤدي إلى السل).
فبناءا على ما ذكره الفقهاء فإن عملية سحب الدهون من الجسم بقصد التداوي والعلاج جائزة ما لم تؤدي إلى ضرر أكبر، ولم يتوفر بديل آخر.
أما بقصد تخفيف الوزن وتعديل قوام الجسم فيجوز بشرطين:
1-أن لا توجد وسيلة أخرى غير عملية سحب الدهون.
2-أن لا يترتب عليها ضرر أكبر.
أما بالنسبة للشق الثاني من السؤال؛ فأن التجاعيد تظهر في الجسم نتيجة فقدان مرونة الجلد ووقف حيوية بعض خلاياه؛ فالتجاعيد في سن الشيخوخة تكون طبيعية لهذه العلة، لكن التجاعيد تظهر في الشباب نتيجة أسباب غير طبيعية منها:
الإسراف في تعاطي الخمور والمنبهات، والأمراض الباطنية التي تؤثر على الجهاز الهضمي والبولي وأعضائه المختلفة، والأمراض العصبية، والأمراض النفسية الكثيرة كالحزن والكدر والتعب، والأمراض الجلدية المختلفة مثل حب الشباب، والأرق وعدم النوم الكافي للجسم، ومواد الزينة المصنوعة من المواد الكيماوية وغير ذلك.
وعملية شد تجاعيد الوجه تجري داخل شعر الرأس وخلف الأذن ويستغرق إجراء العملية حوالي سبعة أيام يكون الوجه فيه متورما بعض الشيء ونتيجة هذه العملية ليست نهائية، بل تعود التجاعيد بعد خمس سنوات.
والحكم في عملية إزالة التجاعيد بشد الوجه أو بمواد كيميائية يختلف لسن المرأة التي تفعل بها تلك العملية.
فإن كانت كبيرة في السن وحدثت التجاعيد نتيجة الشيخوخة فلا يجوز لها إجراء العملية لما فيها من التدليس وإظهار صغر السن، والمبالغة في تزين زائف زائل بدون مبررات ودوافع ضرورية وواقعية، فإن كانت صغيرة السن وحدثت فيها التجاعيد نتيجة أسباب مرضية فيجوز لها معالجة المرض والآثار المترتبة عليه التجاعيد بشرط أن لا تؤدي تلك العملية إلى ضرر أكبر. 
رأي الشارع
وقد أحببت أن اختم تحقيقي هذا بأخذ عينات من رأي الشارع حول إجراء عمليات التجميل وأثرها على المجتمع، وقد جائت الآراء على النحو التالي:
شيماء فاتح-طالبة ماجستير:
 أنا مع عمليات التجميل لأننا في وقت أصبحت فيه نسبة العنوسة كبيرة جدا والسبب هو عدم رضا الشباب عن الفتاة التي يتقدم لخطبتها بسبب انها لا تشبه فتاة أحلامه والتي تشبه الفنانة الفلانية او المذيعة الفلانية، والتي تستطيع أن تجري هذه العمليات برأي لا بأس قد تحظى بفرصة أخيرة للزواج قبل أن يفوتها القطار كما يقولون.
علي الياس جابر-مدرس لغة عربية:
 أنا ضد هذه العمليات، لأن الله سبحانه وتعالى خلق المرأة على فطرة سليمة، وأي عملية تجريها بالطبع قد يتغير معها أشياء كثيرة منها سلوك الفتاة أو الشاب، ناهيك عن التغيير في الصورة وهذا ما ينهى عنه ديننا الحنيف، فالأفضل أن يرضى كل بصورته كما خلقه الله لأنه لا شيء أجمل من خلق الله.
لانا مجيد-صيدلانية:
بالحقيقة أنا مع وضد هذه العمليات، إذا كان الرجل أو المرأة بحاجة ماسة لهذه العمليات ويرون أن مستقبلهم متوقف على إجراءها فلما لا؟ مثلا هناك بعض الرجال يريدون من زوجاتهم أن يكن رشيقات فماذا تفعل؟ ربما إجراء عملية شفط الدهون تفي بالغرض وتساعدها على إتمام حياتها بسعادة، ولكن إذا كانت العملية هي لتغيير خلق الله كتغيير الأنف أو تغيير معالم الوجه بالكامل فانا ضدها.
سامان آزاد-بائع تجزئة جوال:
 بالنسبة لي أرى ان المرأة لا تحتاج لأجراء هذه العمليات لأن الله خلق المرأة جميلة، ولكنها تحتاج لبعض العناية بنفسها كي تظهر جمالها لزوجها أو لنفسها.
فرحان سليم –طالب:
نحن الشباب أصبحنا نتنافس على إجراء هذه العمليات كي نكون بجمال الفنان الفلاني أو برشاقة اللاعب الفلاني، فما بالك بالفتيات؟ لأنهن بطبيعتهن يتبعن الموضة، وعمليات التجميل هي موضة بالنسبة لهن، وحب الفتاة بالتشبه بالمغنية أو الفنانة الفلانية دفعها لإجراء العملية هذه إذا كان أهلها من أصحاب الموارد الكبيرة فسوف تجريها وقد تكررها مرات عديدة للوصول إلى الصورة المطلوبة واعتقد أنها لن تصل ما تريد.
خاتمة
بعد أن تحولت الصورة في العصر الحديث إلى المحور الذي تدور عليه حياة البشر؛ كانت الحاجة الى عمليات التجميل والتحسين للصورة (صورة الانسان الظاهرية طبعا) جاء تطور هذا النوع من الفن الطبي؛ الذي يدمج ما بين العمل الفني الذي يشبه رسم لوحة فنية، وما بين العمل الطبي الجراحي، ثم تحول هذا الأمر  إلى تجارة رابحة تدر مليارات الدولارات على المستثمرين في هذا المجال، وكوننا جزءا من هذا العالم؛ فقد شملتنا موجة عمليات التجميل، واصبحت حديث الشارع والناس، وليس من الصواب ان ندفن رؤسنا في التراب مدعين عدم استشراء الظاهرة، لذلك لابد من طرح الموضوع على بساط البحث، وقد فعلنا ذلك في هذا التحقيق،حيث أطلعنا على رأي الشرع في تفاصيلها، وتبين لنا أنها ليست شرا محضا، بل في تفاصيلها نظر، وهي في بعض الأحيان تكون ضرورة إنسانية ملحة، وتكون من وجهة النظر الشرع الكريم مباحة، لذلك نأمل أن يكون طرح الموضوع للنقاش سبيلا لنشر الوعي حول هذا الموضوع. 


دعوة بحثية أميركية لمنح السلفيين فرصة ودمجهم سياسيا


بقلم: علاء بيومي
 صعود التيار السلفي في السياسة المصرية مثل مفاجأة للعالم، وبات محل اهتمام واستفسار الكثيرين، ومن هذا المنطلق أصدر معهد كارنيجي للأبحاث – ومقره العاصمة الأميركية واشنطن - دراسة عنهم بعد ظهور نتائج الجولة الأولى من انتخابات مجلس الشعب المصري؛ أهم ما ورد في الدراسة هو أمران:

الحوار ترصد ظاهرة انتشار تداول المنشطات الجنسية القاتل الخفي يغزو العراق



دهوك – عماد ابراهيم
 تزايدت في السنوات الأخيرة ظاهرة انتشار بيع المنشطات الجنسية والرياضة من دون وصفة طبية؛ حيث تعمل الصيدليات في العراق على بيع الدواء من دون وصفة طبية، وهو مخالف للنظام المعمول به عالميا بسبب ما يشكله ذلك من مخاطر على حياة الناس، فلوصف واستخدام الدواء قواعد مرعية لابد ان تأخذ بنظر الاعتبار، ومن اخطر انواع الدواء ذاك المتعلق بالمنشطات الجنسية والرياضية، والتي يستورد معظمها القطاع الخاص لحساب الصيدليات الأهلية .

العلم .. والثقافة


أ.د. ابراهيم خليل العلاف*

منذ سنوات ظهرت بعض الأفكار التي ميزت بين العلم والثقافة، فهناك من يقول إن" الثقافة" ليست "علما "وإنما هي اكبر من العلم .. وأن من واجبات الثقافة توسيع مدارك الإنسان، ومساعدته في أن يكون له موقف من الحياة والمجتمع. والفلسفة ،هي أس الثقافة؛ فالذي يقرأ الفلسفة ويتعامل معها يرى" الغابة" كلها، في حين أن الذي لا يقرأ الفلسفة لا يرى إلا "الشجرة" الواحدة؛ ومعنى هذا أن 

تأثير المسارات السياسية في تركيا على حركات التغيير في العالمين العربي والإسلامي


د. سعد سعيد الديوه جي

إن ما يحدث الآن؛ وما يحدث في الدول العربية من حركات وانتفاضات تطالب بتعديل مسار الأنظمة فيها وتغيير سياساتها داخلياً وخارجياً هي محصلة معقدة لجملة عوامل اقتصادية وتاريخية وإيديولوجية فرضت نفسها في ظروف عالمية قلقة للغاية، وأما مسألة تصوير هذه الحركات كثورات شباب أو ثورات فيس بوك، فهو ابتعاد سطحي وغير موضوعي متعمد من قبل بعض وسائل الإعلام للتقليل من شأن هذه الحركات، وكذلك فإن ما يجري من تقييمات لهذه الحركات بواسطة استفتاءات 

أنوار على طريق الديمقراطية السراج الثاني: الانتخاب وتداول السلطة سلميا


ناصر اسعد الريكاني

منذ القدم حاول الإنسان ان ينظم حياته وعلاقته بمن حوله ويحدد المسئوليات المنوطة بكل فرد باعتباره اللبنة الاساسية لقيام المجتمع؛ فشرع الشرائع ووضع القوانين لبلوغ هذه الغاية اعتمادا اما على خبرته في الحياة وتجارب الامم الخالية، او مستمدا من تعاليم الرسالات السماوية التي انزلها الله سبحانه وتعالى بين الحين والآخر لانقاذ البشرية من ظلم الطغاة واستبداد الرعاة؛ ليرتقي بالمجتمع إلى مستوى عال من العدالة والحرية وإحقاق الحقوق وتحديد المسئوليات والواجبات،  فيعلم كل فرد ما ...

ربيع الثورات العربية عبق التاريخ والهوية


بقلم : سالــم الحــاج

(إن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني) .. كلمات تقطر تواضعا وإحساسا بالمسؤولية، وهي كلمات كانت تدشن عصرا جديدا من العلاقة بين الشعوب والحكام.. كلمات قالها أول رئيس إسلامي (منتخب) في العالم، وأعني به أبو بكر الصديق؛ أول خليفة في تاريخ المسلمين، وأول من جسد تعاليم النظام الإسلامي في الشورى والديمقراطية.. ولكنها كانت تعاليم سابقة لعصرها وسرعان ما طغت عليها طباع القوم، وأزاحتها أنظمة الحكم التي كانت سائدة في العالم آنذاك، فمضت بانقضاء عصر الخلفاء الراشدين، وعاد الحكم بعد ذلك حكما جبريا وراثيا مستبدا، إلا في فترات ....

09‏/02‏/2012

الأحزاب الإسلامية بين آليات التخطيط الحزبي وآفاق الدعوة


بقلم : سالم الحاج
منذ انبثاق الحركة الإسلامية الحديثة أوائل هذا القرن، وهي تواصل سعيها وجهودها في سبيل (أسلمة المجتمع) في العالم الإسلامي، وقد حصلت على نجاحات عديدة وعظيمة في هذا الشأن، والمتابع لحركة التاريخ يرى الفرق واضحا بين الحالة الإسلامية آنذاك، والصحوة الإسلامية الشاملة اليوم!..
ومع ذلك فإن هناك الكثير من الثغرات التي ينبغي سدها، سواء في مجال الفكر والرؤية، أم في مجال العمل والحركة.. بل إن ثمة جماعات لا زالت تشاغب على (حركة التاريخ) و(سنن التغيير)، فتدعي حق احتكار الصواب المطلق، وتوزع ما يشبه (صكوك الغفران) المسيحية المعروفة، وتكفر يمينا وشمالا و.. وما نريد تأكيده هو أن: الانغلاق الحزبي، وتكفير المجتمع، واعتزاله، والعيش بعيدا عن مفاصل المجتمع الحيوية، أو اللجوء إلى العنف والإرهاب.. هي أمراض خطيرة أصابت حركة المسلمين في العصر الحديث، ولابد من تدارك ذلك، وتفهم طبيعة العالم المعاصر، وهضم ثقافته لإجادة فن مخاطبته بلسانه، وإدراك

إلـى زهـرة مدينــــة التــــــــآخي


شعر / حسين حسن التلسيني



اُذكريني كلما الليــلُ أطلا
كلمـا رشك من قلب جنــاحيـــه ِ
نـجـومـــاً وهلالاً لجمـوع الحبِّ هلا
اُذكريني كلمــا الصبـحُ تـخـلـى
بـل غدا في ليــلـة العـرس ِ
                               مســاحيقــــــاً وعقداً....

توكل كرمان الحائزة على جائزة نوبل للسلام في سطور


عبدالرزاق العزعزي – اليمن

توكل عبد السلام خالد كرمان؛ متزوجة وأم لثلاثة أطفال، من مواليد 7 فبراير 1979 محافظة تعز عزلة "شرعب السلام".
 تنحدر من أسرة ريفية قدمت إلى صنعاء مهاجرة من محافظة تعز، تبعاً لعمل والدها القانوني والسياسي الذي صرح في حوار صحفي سابق، أن ابنته تطمح إلى أن تكون أول رئيسة لدولة عربية، عندما تصل إلى حكم اليمن، حسبما تأمل، عندما تصل إلى سن الأربعين......

المعرض التشكيلي السابع للفنان التشكيلي باسل العبيدي


مراسل الحوار - الموصل
شهدت قاعة متحف الفنون التشكيلية في المركز الطلابي بجامعة الموصل مؤخراً افتتاح المعرض الشخصي السابع للفنان التشكيلي الموصلي باسل العبيدي.
حمل هذا المعرض اسم (همسات الحجر)، حيث حاول العبيدي طرح رؤاه الشخصية للواقع من خلال محاورة الحجر في استعادة للمفردة التاريخية الآشورية المتمثلة بالجداريات الآشورية؛ وبعضها الخاص بالملك الآشوري سنحاريب، وكذلك الثيران المجنحة المعروفة في عموم المنطقة التي وقعت تحت الحكم الآشوري....
أسلوب خاص تميز به الفنان جاء نتيجة عمل متواصل لشهور عديدة؛ وفي عملية مزج بين المدارس الفنية للخروج بقيمة فنية يكاد ينفرد بها على أقرانه من فناني الموصل بشهادة كبار الفنانين الموصليين، حيث قال فيه الفنان التشكيلي والنحات والناقد الفني الأستاذ عبد الإله حسن:
(باسل العبيدي: هو الفنان الوحيد المواظب على التوثيق للأحداث والواقع في مدينة الموصل).
أربعة أيام استمر فيها المعرض لعرض الأعمال التي نالت إعجاب كل من زار المعرض من فنانين ومهتمين بالفن، بل حتى من عامة الناس، لتغص قاعة المتحف بالزوار، ليعود بعضهم ثانية وثالثة بإقبال قل مثيله على معرض للفن التشكيلي في مدينة الموصل.
وعقد الفنان في اليوم الرابع جلسة حوارية بينه وبين المهتمين بالفن التشكيلي في الموصل حيث شهدت هذه الجلسة تبادل الأفكار بين الحضور من جهة؛ وبين الفنان التشكيلي باسل العبيدي، والناقد الفني الأستاذ عبد الإله حسن من جهة أخرى، ليخرج المعرض والجلسة الحوارية بنتائج أبهرت كل المهتمين بالفن التشكيلي العراقي والموصلي حصراً.
كما وشهد المعرض تواجدا ملحوظا للسلطة الرابعة حيث توافدت العديد من القنوات الفضائية والصحف العاملة في محافظة نينوى، وكان لمجلة الحوار حضورها في هذا الملتقى الفني المتميز.
وأخيرا: نقول بأن هذا المعرض جاء ليقول بأن الفن التشكيلي الموصلي مازال ينبض بالحياة رغم كل العوائق التي حاولت إعاقته على مر سنين، بل مازال بإمكان الفنان الموصلي أن يقدم المزيد من أجل رفد الحركة الفنية في هذه المدينة المعطاء.

ذكريات مدينة زاخو الماضي والحاضر


عبدالكريم يحيى الزيباري



صَدَرَ مؤخراً عن مطبعة خاني في دهوك، كتاب " زاخو الماضي والحاضر" للباحث سعيد الحاج صديق الزاخويي؛ الكتاب يتكون من قسمين:
 الأول في خمسة فصول، في الفصل الخامس أدرجَ مذكراته الشخصية، وهي مهمة جداً كشاهد عيان على الأحداث التي جرت من 13 آذار وبدء انسحاب الحكومة المركزية، وسيطرة الثوار على المدينة، وانسحابهم بعدما تركوا الأسلحة الثقيلة التي جمعوها في ملعب زاخو وكانت(سبع دبابات والعديد من المدافع، وعند وصول الجيش العراقي شغلوها وأخذوها معهم لأنَّها كانت صالحة للاستعمال/ص181).....

تأملات في أسلوب التربية بـ( أحسن القصص ) 2-2 دروس وعبر من نماذج من القصص القرآني


صالح شيخو رسول


 أولا: قصة طالوت وجالوت (القيادة والجندية- القيادة في الأزمات- تمحيص الصف المؤمن...).
ثانيا: وصية لقمان لابنه: (القصة التربوية- إيجاد الشخصية المتميزة والمغناطيسية...).
ثالثا: قصة ذو القرنين (قصة الحضارة والعلم- العالمية الإسلامية...).
رابعا: قصة قارون (انهيار الرأسمالية- نهاية الاحتكار...).
خامسا: قصة الهدهد (الداعية الايجابي – ثقافة الداعية – التقرير الميداني- الحرص على هداية الناس...).......

رحلة الحج .. رحلة الإخوة والسلام


د. سعد سعيد الديوه جي *

    بعد أن انعم الله علينا بإتمام رحلة الحج إلى "بيته" العتيق، وهي رحلة ممتعة روحيا قبل أي شيء، فالذهاب إلى بيت الله لا يمكن مقارنته بالذهاب إلى بيت قريب أو صديق ولا أي بيت أخر مهما كان جميلا أو فارهاً.
    والمشاعر عن رحلة الحج لا يمكن حصرها بمقالة أو كتاب، ولكن من بعض تلك الجوانب وأنت في بيت الله وتؤدي مناسك الحج، الشعور الطاغي هو شعور الأمان والسلام والطمأنينة التي تملأ جوانب من أتى بنيات صادقة ملبياً دعوة صاحب هذا البيت، ناهيك عن الشعور "الأخوي" الطاغي وأنت ترى كل لغات العالم وأجناسه وأقوامه وهم يرددون " لبيك اللهم لبيك"..........

آراء حول إقليم نينوى بين الرفض والقبول


مراسل الحوار -  الموصل

أثار موقف مجلس محافظة صلاح الدين مؤخراً بخصوص إعلان المحافظة إقليماً، مواقف متباينة في الشارع الموصلي بين مرحب ورافض له وللتوقيت الذي جاء فيه، وكذلك هناك من رحب بالفكرة من سياسيي المحافظات الأخرى، وهناك من عدّ هذا الموقف بداية لتجزئة العراق إلى (كانتونات)، ومن السياسيين من قال بأن هذا هو الجزء الأخير من السياسة الأمريكية المرسومة للعراق ما بعد الخروج الأمريكي، وهذا هو المخطط الذي وضع خطوطه العريضة بل كان (عرابه) "كما يحلو للبعض أن يقول" نائب الرئيس الأمريكي (جو بايدن)....

دور المرأة السياسي بعد ثورة 25 يناير في مصر



     القاهرة – سمر سيد



لقد شاركت المرأة المصرية منذ مطلع التاريخ مع الرجل في جميع مراحل الحياة وفي شتى المجالات؛ وساعدت في خلق المجتمع المصري.. وعلى مدى العصور يوضح التاريخ أن المرأة المصرية أثبتت أنها قادرة على القيادة والريادة على أعلى مستوى منذ قديم الزمن؛ فسطرت في العصور القديمة والحديثة أسطراً من النجاح في جميع المجالات، حيث كانت ملكة وقاضية وشاعرة وفنانة وأديبة وفقيهة ومحاربة، ويعود أول ظهور سجله التاريخ للمرأة المصرية إلى...

زواج الــ (كصة بكصة) من العادات والتقاليد التي تسيء للمرأة وتساهم في تفكيك المجتمع


سهى عودة – الموصل 



لأربعة أعوام مضت على زواجه بأخرى؛ وخمس  سنوات قضيتها وأنا أحمل لقب متزوجة منه حسب تعريف الهوية، مع أن زواجي الفعلي لم يدم إلا سنة واحدة، كذلك ابنة عمي التي تزوجت أخي بعد حب أفلاطوني استمر لسنتين، زواج كلتينا كان عقيما لم يثمر بويضات مخصبة لكنه حمل الهموم والعناد والمشاكل التي انتهت بعودة كلتينا تحت رحمة الأب.
ووالدي الذي بات ينتظر الفرج بزواجي للمرة الثانية؛ وبذلك اشتري حريتي بعد أن يتم بيعي  لرجل أخر وبثمن يغطي ثمن طلاقي من زوجي الأول الذي هو ابن عمي وشقيق زوجة أخي.....

أنوار على طريق الديمقراطية


ناصر اسعد الريكاني



 للديمقراطية سمات تميزها؛ ودلائل تعرف بها ويستدل عليها ويعرف مدى صحة ادعاء تطبيقها، لانها بمثابة علامات فارقة تميزها عن غيرها، وصفات خاصة تحتكرها لنفسها، عبرتُ عنها هنا بانوار باعتبارها قناديل  تضيء سبيل من ينوي الوصول اليها؛ أو قرر زراعة بذورها في البقاع الخصبة من ارض وطنه وبين افراد مجتمعه ليستظلوا جميعا بظلالها وينعموا بثمارها ويحيوا حياة طيبة يسودها العدل والحرية وسيادة القانون.....


 د.علي عبد داود الزكي


عجائب بلادنا فاقت عجائب الدنيا السبع الأسطورية المشهورة، سمعنا بالعجائب والغرائب التي تفتخر بها الدول والشعوب كإرث حضاري تميزت به عن باقي الأمم؛ وهذه العجائب هي عجائب فرح ومرح وسرور وعظمة، وعصرنا الحديث يشير إلى أن العراق هو بلد المليون عجيبة وعجيبة! بلد الغرائب المرة والفظائع المهلكة! بلد اللامعقول! فإذا سمعت بأن (واحد زائد واحد لا يساوي اثنين) فاعلم انك في العراق! أذا أردت أن تعرف في أي بلد السيارات تترك الشارع لتتسابق في الساحات التي كانت خضراء والأرصفة اعلم أن ذلك في العراق! أذا أردت أن تعرف معنى الألم المتبسم ستجده بالعراق! أذا أردت أن تعرف عظائم ظلم المتسلطين لشعب مسكين ستجد ذلك في العراق!.